في تشاد وبينما ينشغل العسكري بعائدات النفط وذلك لشراء المساكن في الشانزليزيه.
لبناء حصون دفاعاته ضد المسلحين.
وشراء ذمم وولاءات المنتفعين والمقربين.
نجد الكثيرين من الشعب يعيش كما كان يعيش أسلافهم في الماضي.
قبل مئات بل آلاف السنين.
في ٱكواخ بدائية مبنية من الطين والقش.
بلا كهرباء ولا ماء.
والخدمات معدومة تقريبا وتعليم شبه منهار.
حيث آلاف الطلبة يحتشدون بالكاد في بضع مدارس.
وصول الطبيب إلى أغلب القرى معدومة أيضا.
بما يعني انعدام الرعاية الصحية لشريحة كبيرة من المواطنين.
القاطنين على هامش الدولة زيادة عدد ليس إلا.
وانتشار ظاهرة موت المواليد الجدد والأمهات بسبب حالات الولادة في العراء.
بلا رعاية ولا عناية ترتجى من المسؤولين.
لذلك النفط يمكن ان يكون سلاح ذو حدين في معظم بلدان أفريقيا ، وتشاد ليست إستثناء كما وأتضحت من سلوك الحكومة ، وبعد استخراج النفط في البلاد وبالتبعية للاستعمار الفرنسي ، المستغل لثروات البلاد أحسن استغلال ، و بفرضها العملاء والحكومات الموالية التي تسير في خطاها حيث سارت.
في حين بقاء الاستعمار يعني بقاء الفساد ، وحكومات تحكم من تحت عباءتها ضامنة أجندتها .
فسقوط هذه الحكومة تعني إحدى حالتين :
سقوط الاستعمار نهائيا من تشاد .
أو حرب شرسة لملئ الفراغ بعميل آخر لتستمر العملية .
سيناريو مكرر من الصراع بين الشعوب والمستعمرين في افريقيا وغيرها .
لذا فالحرب الحقيقية هو ، ضرب دعائم ومبررات وجود المستعمر من اساسه ومنطلقاته ، ومنها المصالح النفطية والثروات المتنوعة في أرض تشاد .
فالنفط هو المسيل الاكبر للعاب الحكومة الفرنسية ، واكبر مورد يحقق قدرا كبيرا من الدخل للاقتصاد الفرنسي زخما دوليا ، ففي المستعمرات حيث المواد الخام الرخيصة التي تشغل مصانعها ، لتدعم بها إمكانيات بقائها في صدارة الدول الخمس الكبرى .
فكما قال جاك شيراك حين سئل أفريقيا ، قال: بقاء فرنسا مرهون افريقيا ، ولا مستقبل لها في القرن الحادي والعشرين دون أفريقيا .
هذا الإعتراف من أحد رؤساء حكومتها التي لم تقرأ بالطريقة الصحيحة، من صناع القرار في المستعمرات عموما .
في ظل هذه المعطيات يمكن إستغلال سعي الصين الحثيث للطاقة ، والنظر إليه على أنها الفرصة المثالية للافارقة عموما ، وتشاد خصوصا وبحسب واقع .
حيث تقوم سياسية بكين الخارجية على الانفتاح الاقتصادي على افريقيا ، وتقويض الهيمنة الاقتصادية الغربية عليه ، في الوقت الذي يفرض الغرب على الدول النامية شروطا واملاءات سافرة مقابل المساعدات المالية وغيرها ، نجد الصين تتسامح كثيرا بشروطها لمساعدة الافارقة على التنمية واستثمار المخزونات النفطية بأريحية تامة .
ففي تشاد على سبيل المثال يمكن استغلال ذلك في كسر شوكة الوجود الفرنسي وتقويضه.
بإحلال الصينيين على الطريقة الجزائرية والذي تتعامل مع الصينيين بندية تامة .
في شروط عملهم في البلاد دون الوقوع في فخ الشركات الصينية طويلة الأجل ، المدعومة من بكين بسياستها التوسعية ودعم مشروع الحزام والطريق الخاص بها ، وعلى غرار الجزائر يمكن لصانع القرار التشادي ما اذا لو أراد المضي بالبلاد بعيدا عن العباءة الفرنسية .
مثال آخر يمكن الاشارة اليه وهي رواندا ، والطريقة التي باتت تتعامل فيه مع الفرنسيين بندية تامة ، و شاهدنا ايمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي يقف أمام الشعب الراوندي ، معتذرا منهم للتاريخ والمآسي التي حصلت في الماضي ، وتفريط الفرنسين عنهم حينها ، لذلك بعد إحداث تلك التغييرات الجذرية بالذهاب بالدولة نحو الانغلوفنية ، ضاربة بالفرنسيين والفرنكوفونية عرض الحائط ، وبذلك لقنت فرنسا درسا قاسيا ، يخشون تكراره في باقي المستعمرات القديمة لها ، وتشاد علي رأس هذه القائمة .
لولا العملاء لما كانت التجربة الراوندية بعيدة عن تشاد ، استثمار هذه الفرص وصياغة قرارات جديدة تجاه فرنسا ، او دعنا نقول توتال بالاحرى التي تمثل عمقها الاستعماري الجديد في الدولة ، باستغلالها ثروات تشاد نيابة عنها ، لذا يجب أن تأتي قرارات حاسمة تقويضها .
واحلال الشركات الصينية مكانها . بالطريقة التي تحدثنا عنها ، حيث يمكن عمل الشراكات مع الصينيين بطريقة تضمن حقوق الشعب على المدى الطويل . ذلك لكون الصين لا تتدخل في السياسات المحلية للدول التي تعمل فيها ، ولا تفرض شروط اعجازية مقابل قروضها ومساعدتها للقارة ، ناهيكم عن الإعفاءات الكبيرة التي أعلنت عنها في مؤتمر شركاء الصين الافارقة في بكين ، هنا تكمن المفارقات التي يمكن الاعتماد عليها في سن القرارات ، وان يضع المسؤول هموم ومشاعر شعبه في المقدمة ، ثم تأتي المشاريع لتتوافق وهذا المنظور الذي من المفترض أن ينظر به ساستنا في المرحلة القادمة ، او بالاحرى مرحلة الانتقال الحرجة الذي تعيشها تشاد ، بكل تناقضاتها وسلبياتها وايجابياتها. فتظل الفرصة مواتية على الدوام للقائد الذي يضع الشعب نصب عينه .
في متابعات للمشهد العالمي نجد موقف فرنسا عالميا بدأت في التراجع .
واقتصادها كذلك حتى أطل الرئيس ايمانويل ماكرون يحذر الفرنسيين ان أيام الوفرة قد انتهى.
ناهيكم قراءة مشهد صراع الروس والاوكران التي انعسكت سلبا علي القارة العجوز. فللتذكير هذه الظروف المواتية بحاجة حنكة سياسية على طراز رفيع .
لاستغلال انشغالاتهم والنأي بالدولة بعيدا مثل مناورات مهاتير مع الإنجليز حينها .
نتحدث في هذه الحلقة للفت انتباه الفرقاء السياسيين تحت قبة قصر 15يناير ، وعن فرضيات يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة منها والتطرق اليها بالنقاشات الجادة.
من بداية جلسات الحوار الوطني الشامل والذي انطلقت بتاريخ 2022/08/20م .
نوضح لهم مسارات اخرى من الصراع أمام قائد الدولة الجديد المفترض.
بعد الانتخابات القادمة والتي سنتبثق من مجريات الحوار والوطني ، حيث ان الصين بإنفاقها الضخم في افريقيا ، والذي بلغ ما قيمته 100 مليار دولار .
وذلك في 2010 فقط وتشاد من بين هذه الدول .
كخامس أكبر مصدري النفط في أفريقيا.
يمكن أن تنال نصيب وافرا من الاتفاقيات القادمة الشركاء الصينيين الذين يسعون بما لايدع مجالا للشك .
في قدراتها وإمكانياتها لإحداث تغييرات جذرية لتشاد.
يعود الفضل في ذلك لشركاتها البالغ عددهم 1600شركة. تعمل كلها في مجالات استثمارات نفطية وتنموية تخدم البنى التحتية لتلك الدول ، يجب علي صناع القرار النظر بجدية والتعامل مع هذه الامكانيات الضخمة بذكاء.
لخدمة مواطنيها وخلق فرص عمل وإحداث تغيير حقيقي لإخراج البلاد من الظلمات الى نور الكهرباء وباقي الخدمات.
ببساطة لأن أحلام التشاديين بسيطة ، تتمحور حول العيش الكريم وادنى مقومات الحياة ليس أكثر ، وهذه التطلعات والامال لم تعرف طريقها الي النور بعد.
وعليه نتوقع من صناع القرار وقادتنا المستقبليين .
قراءة مابين السطور بعيون مسؤولة.
تحمل في طياتها هموم وآمال التشاديين في الداخل والخارج علي حد سواء.
تعليقات
إرسال تعليق