قلم - طارق محمد
إن الإنسان هو أعجوبة الخلق، فهو يمتلك قدرات عقلية وجسدية وروحية لا توجد في أي مخلوق آخر. هذه القدرات تمكنه من التفكير والابتكار والتعلم والتطور والتأثير في العالم من حوله. إن الإنسان هو صانع التاريخ ومبدع الحضارة ومحرك التغيير.
ولكن هل يستغل الإنسان قدراته بالشكل الأمثل؟ هل يعطي من نفسه كل ما يستطيع؟ هل يسعى لتحقيق أهدافه وطموحاته بكل جهد وإخلاص؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تختلف من شخص لآخر، فهناك من يستثمر قدراته في خدمة نفسه ومجتمعه ودينه، ويبذل عطاءات لامحدودة في سبيل الخير والفضيلة، ويسعى لترك بصمة إيجابية في الحياة. وهناك من يضيع قدراته في أمور زائلة وفانية، ولا يبالي بمصالحه أو مصالح غيره، ويعيش حياة عادية بلا هدف أو رسالة.
فما هي العوامل التي تحدد مستوى قدرات الإنسان وعطاءاته؟
إن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في ذلك، منها:
- الإيمان: فهو يزود الإنسان بالقوة والثقة والأمل، ويجعله يرى في كل شيء خيراً وحكمة، ويحفزه على العمل الصالح وفعل الخيرات.
- العلم: ينير عقل الإنسان ويوسع مداركه ويزيد من معارفه، ويجعله قادراً على فهم الأشياء وتحليلها وابتكار حلول لها.
- الموهبة: نعمة من الله تختص بها بعض الناس في مجال معين، كالفن أو الرياضة أو الأدب أو غيرها، وتجعلهم يبرزون في ذلك المجال بشكل استثنائي.
- الإرادة: قوة دافعة تجبر الإنسان على التغلب على المصاعب والتحديات، وتجعله لا يستسلم للفشل أو اليأس، بل يستمر في المحاولة حتى يصل إلى مبتغاه.
- التخطيط: يساعد الإنسان على تحديد أهدافه وأولوياته، وتحديد الموارد المتاحة لتحقيقها، وتحديد خطوات التنفيذ والمتابعة، وتقييم النتائج.
- التعاون: يجمع بين جهود الأفراد في سبيل مصلحة مشتركة، ويزيد من فرص نجاح المشروع أو المبادرة، ويخفف من عبء المسؤولية على كل فرد.
إذا اجتمعت هذه العوامل في شخص ما، فإن قدراته تزدهر وتنمو عطاءاته وتتضاعف. وسيصبح إنساناً مفيداً لنفسه ولغيره، محبوباً من الله والناس، مثالاً يحتذى به في العطاء والإبداع.
ولكن هل هذا يعني أن الإنسان لا يواجه أي عقبات أو صعوبات في تحقيق قدراته وعطاءاته؟ بالتأكيد لا. فالإنسان يعيش في عالم مليء بالتحديات والمشاكل والمغريات والمعوقات. فكيف يتغلب عليها؟
إن هناك بعض النصائح والإرشادات التي تساعد الإنسان على التغلب على هذه العقبات، منها:
- الثقة بالله: الذي خلق الإنسان وأودع فيه قدراته، وهو الذي يعلم ما في نفسه وما يصلحه، وهو الذي يسير أموره ويرزقه من حيث لا يحتسب. فعلى الإنسان أن يستعين بالله ويتوكل عليه ويدعوه في كل حال.
- الثقة بالنفس: تجعل الإنسان يؤمن بقدراته ومواهبه، ولا يستصغر نفسه أو يستسلم للخوف أو الشك، بل يجرب ويخطئ ويتعلم من أخطائه، ولا ييأس من رحمة الله.
- التحديث المستمر: فالإنسان لا يكتفي بما عنده من قدرات أو معارف، بل يسعى دائماً لتطوير نفسه وزيادة مستواه، وذلك بالقراءة والبحث والتعلم من الآخرين، ومتابعة كل ما هو جديد في مجال اهتمامه.
- التخصص: فالإنسان لا يستطيع أن يكون جيداً في كل شيء، بل عليه أن يختار مجالاً معيناً يحبه ويلائم قدراته، وأن يركز على تحسين مستواه في ذلك المجال، وألا يضيع جهده في أشياء غير مفيدة أو غير مطلوبة.
- التفاؤل: يجعل الإنسان يرى في كل شيء خيراً وبركة، ولا يجزع من المصائب أو المشكلات، بل يستخرج منها الدروس والعبر، ويتطلع إلى المستقبل بأمان ورخاء.
- التقدير: فالإنسان لا يغفل عن قدر نفسه أو قدر غيره، بل يشكر الله على نعمة القدرات التي أودعها فيه، ويلزم نفسه بأداء حقوق ربه وحقوق خلقه، ويقدر قدر الآخرين ويحترمهم ويتعامل معهم بالإحسان والعدل.
إن هذه النصائح إذا اتبعها الإنسان فإنه سيصل إلى مراتب عالية من القدرات والعطاءات، وسيكون من الأوائل في كل مجال يختاره، وسيكون من السعداء في الدنيا والآخرة.
فلنستغل قدراتنا التي أنعم الله بها علينا، ولنبذل عطاءاتنا التي يحبها الله منا، ولنجعل حياتنا مليئة بالخير والفضيلة، ولنسعى لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، فإن الإنسان قادر على كل شيء بإذن الله.
جميل تبارك الله جزاك الله خيرا
ردحذفهناك الرشد والعزيمة على الرشد هناك التوفيق والبركة يكون عمل صغير ولكنه مخلص مبارك نافع جدا مثل الإبرة أو حديث واحد رواه لكنه مرجع عظيم مثل حديث النية الذي رواه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كما أذكر وتحققوا فضلا
علماء المسلمين أبدعوا في مجالات عدة في نفس الوقت
هناك ايضا السداد لذلك من الأدعية النبوية اللهم اهدنا وسددنا
هناك ايضا موهبة الحفظ وغيره جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الدعاء سلاح لكل شيء على الإطلاق
فعلا قدراتها الانسان لا محدوده بارك الله قلمك ورفع قدرك
ردحذف