ليست العبره في ان تكون غنيا بل العبره في ان تكون نافعا ومحبوبا

 

طارق محمد

نيجيريا هي دولة غنية بالتنوع الثقافي والإبداع الفني، فهي تضم أكثر من 250 قبيلة تتحدث لغات ولهجات مختلفة، وتنتج أعمالاً فنية تعبر عن هويتها وتاريخها وقيمها. من بين هذه الأعمال الفنية، يبرز قطاع الترفيه كواحد من أهم القطاعات الاقتصادية في نيجيريا، حيث يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وفي توفير فرص عمل ودخل للآلاف من الناس.

قطاع الترفيه في نيجيريا يشمل مجالات متعددة، مثل السينما والموسيقى والأدب والرسم والرقص والمسرح والكوميديا والأزياء والألعاب. كل هذه المجالات تنتج أعمالاً تحظى بشعبية كبيرة داخل نيجيريا وخارجها، وتصدر إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. فمثلاً، صناعة السينما في نيجيريا، المعروفة باسم "نوليوود"، هي ثاني أكبر صناعة سينمائية في العالم من حيث عدد الأفلام المنتجة سنوياً، بعد بوليوود الهندية. كما أن صناعة الموسيقى في نيجيريا تضم نجوماً عالميين، مثل دافيدو وويز كد وبورنابوى، الذين يحصدون جوائز وإشادات عديدة.

قطاع الترفيه في نيجيريا له دور هام في نشر ثقافة نيجيريا وترويج لصورتها الإيجابية في العالم. فهذا القطاع يعكس التراث الغني والتاريخ المؤثر والقضايا الحالية والآمال المستقبلية للشعب النيجيري. كما أنه يسلط الضوء على التحديات التي تواجه نيجيريا، مثل الفقر والفساد والصراعات، وكذلك على الإنجازات التي تحققها، مثل التطور والديمقراطية والابتكار. بذلك، يسهم قطاع الترفيه في تعزيز التفاهم والحوار والتبادل بين نيجيريا وبقية دول العالم.

إلى جانب دوره الثقافي، يلعب قطاع الترفيه دوراً اقتصادياً مهماً في زيادة إيرادات نيجيريا وتنويع مصادرها. فهذا القطاع يخلق قيمة مضافة ويجذب الاستثمارات ويدعم الصناعات الأخرى، مثل السياحة والاتصالات والنقل والتعليم. كما أنه يوفر فرص عمل للشباب والنساء والفئات المهمشة، ويمكنهم من تحسين مستوى معيشتهم وتطوير مهاراتهم وإبداعهم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد قطاع الترفيه في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة، مثل التعليم والصحة والمساواة والسلام.

وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، يساهم قطاع الترفيه في نيجيريا بنحو 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف نحو مليون شخص. كما أن هذا القطاع يشهد نموًا سريعًا، حيث يتوقع أن يصل حجمه إلى 10.8 مليار دولار بحلول عام 2023. لكن هذا القطاع يواجه أيضًا بعض التحديات، مثل نقص التمويل والبنية التحتية والتشريعات والحماية الفكرية. لذلك، تحتاج الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني إلى تعزيز التعاون والشراكة لدعم قطاع الترفيه في نيجيريا، وتحسين جودته وتنافسيته واندماجه في السوق الإقليمية والعالمية.