ليست العبره في ان تكون غنيا بل العبره في ان تكون نافعا ومحبوبا

 

طارق محمد

التقنية هي مجموعة من المعارف والأدوات والأساليب التي تستخدمها البشرية لتحسين حياتها وحل مشكلاتها. تاريخ التقنية يمتد منذ العصور القديمة، حيث اخترع الإنسان أولى الأدوات والآلات من المواد المتوفرة في بيئته، مثل الحجر والخشب والعظام، واستخدمها في الصيد والزراعة والحرف والحرب. 

مع تقدم الحضارات، تطورت التقنية أيضًا لتشمل مجالات أخرى مثل الفن والعمارة والكتابة والرياضيات والفلك والطب وغيرها. كما ازدهرت التجارة والاتصال بين الشعوب المختلفة، مما أدى إلى تبادل التقنيات والابتكارات بينهم. بعض أبرز التقنيات التي ظهرت في هذه المرحلة هي: العجلة، الزراعة المروية، السيراميك، الزجاج، الورق، المسطرة، المنجنيق، البوصلة، الساعة، الطباعة، البارود، المنظار وغيرها. 

في عصر النهضة والثورة الصناعية، شهدت التقنية قفزة نوعية كبيرة، حيث ظهرت آلات جديدة تعمل بالبخار أو الكهرباء أو المحركات الحرارية، وأحدثت ثورة في مجالات الإنتاج والنقل والاتصال. كما تطورت العلوم والفلسفة والفنون بشكل مذهل، مستفيدة من التقدم التقني. بعض أبرز التقنيات التي ظهرت في هذه المرحلة هي: المصباح الكهربائي، التلغراف، التلفون، المسدس، المروحية، المصورة، المذياع، السيارة، الطائرة، المضخم، التبريد، المضادات الحيوية وغيرها. 

في عصر المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، ازدهرت التقنية بشكل لم يسبق له مثيل، حيث ظهرت أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والهواتف الذكية والأقمار الصناعية والروبوتات والشبكات العصبية والتعلم الآلي وغيرها. هذه التقنيات أحدثت تغييرات جذرية في مجالات التعليم والصحة والترفيه والأمن والاقتصاد والسياسة والثقافة. كما أثارت تحديات وأخلاقيات جديدة تتعلق بحقوق الإنسان والخصوصية والأمن السيبراني والبيئة وغيرها. بعض أبرز التقنيات التي ظهرت في هذه المرحلة هي: الإنترنت، الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، البلوك تشين، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الجينوم، المستشعرات، المساعدات الذكية، السيارات ذاتية القيادة وغيرها. 

إن تطور التقنية منذ البدايات الأولى لتطورات التقنيات إلى زمن الذكاء الاصطناعي هو دليل على قدرة الإنسان على التفكير والابتكار والتحسين. إنه يعكس رغبة الإنسان في فهم العالم من حوله وتغييره لمصلحته. إنه يشير إلى التحديات والفرص التي تواجه الإنسان في مستقبل ملئ بالتغيرات. إنه يدعو إلى مسؤولية أكبر من قبل المخترعين والمستخدمين للتقنية لضمان استخدامها بشكل أخلاقي ومستدام.