بقلم - طارق محمد
مهاتير محمد هو سياسي ماليزي ورئيس وزراء ماليزيا السابع والرابع. اشتهر بدوره في تحويل ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة ومتنوعة. كان أيضا من أبرز المناصرين لحقوق الدول النامية والمعارضين للعولمة والهيمنة الغربية.
إليك مختصر القصة التي تلخص صراع هذا الرجل وإنجازاته في إيصال بلاده إلى الازدهار والنماء:
**مهاتير محمد: صانع النهضة الماليزية**
مهاتير محمد هو رجل عصامي نشأ في ضروف صعبة في زمن الاستعمار البريطاني. تفوق في دراسته وأصبح طبيباً ناجحاً قبل أن يدخل عالم السياسة. انضم إلى حزب الملايو الوطني المتحد وصعد في سلم القيادة حتى أصبح رئيس الوزراء عام 1981.
خلال فترة حكمه التي استمرت 22 عاماً، قاد مهاتير مشاريع طموحة لتطوير البنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا في ماليزيا. أسس شركات وطنية كبرى في مجالات الطيران والسيارات والبتروكيماويات وغيرها. أطلق خططاً لتحسين التعليم والصحة والخدمات العامة. نجح في تقليل الفقر وزيادة دخل الفرد وتعزيز دور الملايو في الاقتصاد.
كان مهاتير أيضاً شخصية فذة على الساحة الدولية. دافع عن حقوق الدول النامية وانتقد التدخلات الغربية في شؤونها. رفض سياسات صندوق النقد الدولي خلال أزمة آسيا المالية عام 1997 واتبع إجراءات حمائية لإنقاذ اقتصاد بلاده. شارك في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وأطلق رؤية لإقامة اتحاد آسيوي.
بعد تقاعده عام 2003، ظل مهاتير نشطاً في الشأن العام وانتقد خلفائه على فسادهم وإخفاقهم. عاد إلى رئاسة الوزراء عام 2018 بعد قيادة تحالف معارض فاز بالانتخابات، لكن استقال بعد عامين بسبب خلافات داخلية.
إن حكاية مهاتير محمد هي حكاية ماليزيا نفسها. فهو الرجل الذي صنع النهضة الماليزية وأخرج بلاده من الهامش إلى المركز. هو الرجل الذي أظهر للعالم قدرة الدول النامية على التقدم والتنمية بكرامة واستقلالية.
زهرة محمد مصطفى
ردحذف