القائمة الرئيسية

الصفحات

التناقض الصارخ بين الخير والفقر

 



كل صباح، أخرج من منزلي في الدائرة الخامسة من العاصمة التشادية انجمينا، وأمر من شارع حيوي ومزدحم. في هذا الشارع، تقبع جمعية خيرية للأعمال المجتمعية، تهتم بتقديم الخدمات والمساعدات للفئات الضعيفة والمحتاجة. تبدو الجمعية نشيطة ومنظمة، وتحظى بتقدير واحترام السكان المحليين.


ولكن في مقابل هذه الجمعية، يقعد على قارعة الطريق، رجل معاق، يتسول المال من المارة. يبدو الرجل مهملا ومنسيا، ولا يجد من يلتفت إليه أو يساعده. يعيش في ظروف صعبة ومهينة، ويعاني من الجوع والبرد والمرض.


هناك تناقض صارخ بين الصورتين التي أراهما كل يوم. كيف يمكن أن توجد جمعية خيرية تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحرومين، وفي نفس الوقت يوجد متسول معاق يحتاج إلى الرعاية والدعم؟ أين هي العدالة والمساواة والتضامن في هذا المجتمع؟ أليس من حق الرجل المعاق أن يحصل على حياة كريمة ومستقرة؟


أعتقد أن هذا التناقض يعكس حالة الفجوة الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها بلادنا. فهناك طبقة ثرية ومتمتعة بالثروة والنفوذ، وهناك طبقة فقيرة ومهمشة ومحرومة من الحقوق والفرص. وهناك جهات خيرية تدعي أنها تسعى للتخفيف من معاناة الفقراء، ولكن في الحقيقة تستغلهم وتستفيد منهم لتحقيق مصالحها وأهدافها.


أتمنى أن يتغير هذا الواقع الأليم، وأن يتحقق السلام والتنمية والرفاهية لجميع أبناء تشاد. وأتمنى أن تلعب الجمعيات الخيرية دورها الحقيقي في خدمة المجتمع والإنسان، وأن تصل إلى كل من يحتاج إلى مساعدتها وتقديرها.


تعليقات