القائمة الرئيسية

الصفحات

التكنولوجيا الحديثة في مواجهة الفقر: مفارقة العصر


  التكنولوجيا الحديثة في مواجهة الفقر: مفارقة العصر

تسارع انتشار الهواتف الذكية والتقنيات الحديثة مثل تيك توك، واتساب، فيسبوك، يوتيوب، سناب شات وإنستقرام أحدث تحولاً جذرياً في حياتنا اليومية. في الدول المتقدمة وحتى النامية، أصبح الهاتف الجوال أداة لا غنى عنها، لتحل محل التلفاز وغيره من الوسائط التقليدية. ولكن وسط هذا التطور السريع، تبرز مفارقة كبيرة في الدول الفقيرة، خاصة في إفريقيا.

التكنولوجيا مقابل الاحتياجات الأساسية:

بدلاً من التركيز على تحسين جودة الحياة، مثل تأمين الغذاء والماء، وتوفير فرص العمل وتعزيز العدالة الاجتماعية، نجد أن التكنولوجيا تتسارع في هذه الدول بعيداً عن احتياجات مواطنيها الأساسية. وكأن هناك رسالة ضمنية تثير التساؤلات: كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تنتشر بينما يموت البعض جوعاً، ويعاني آخرون من الخوف والنزوح؟

القيمة الحقيقية للتكنولوجيا:

ما يثير القلق هو أن هذه التطورات التقنية، رغم قوتها وتأثيرها، تبدو خالية من القيمة الحقيقية للفئات الفقيرة. فهي تخدم بالأساس مصالح الشركات الكبرى المالكة لهذه المنصات، وتساهم في تعميق الفجوة بين مجتمعات تُعاني من البطالة، الفقر، ونقص الموارد البشرية والمعرفية، وبين قوى عالمية تسيطر على تصنيع وتصدير هذه التقنيات.

ختاما

إننا أمام مشهد يتطلب إعادة التفكير في أولويات التنمية والتكنولوجيا. يجب أن تكون التكنولوجيا وسيلة لتحسين جودة الحياة وتلبية الاحتياجات الأساسية، وليس مجرد أداة لتعميق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية.

تعليقات