القائمة الرئيسية

الصفحات

تشاد صراع البقاء في بئة الضفاضع والبعوض

 


انجمينا صراع البقاء في بيئة الضفادع والبعوض


 في هذه المقال نشرح معكم ملمح جديد من ملامح الفساد المتجلية في جمهورية تشاد حيث تحدث هذه الظاهرة في تشاد كل سنه و بشكل موسمي و يفضح عمق تأصل الفساد في الدوله على مستوى عالي الوضوح كوضوح الشمس في رائعة النهار 


أمطار الخريف هي الحدث الأبرز وبالتزامن مع الوقائع السياسية المأزومة منذ عقود في جمهورية تشاد وفي حين يحتشد الفرقاء المتصارعين على كعكة السياسية والمكاسب المتوقعة من شرفات قطر 15 يناير تعمل الطبيعة بكل بساطة ترسل لنا جميعا رسائل واضحة من هشاشة البنية التحتية المتهالكة بفعل الإهمال والفساد المستشري في البلاد .


تمطر السماء لتتحول العاصمة التشادية إلى برك ومستنقعات يخوض فيها الضفادع والبشر على حد سواء ، وفي حالة الضفادع هذه اللجنة الغناء من المياه والبرك تبدو كفر دوس موعود على الدوام ، اما بالنسبة الى الشعب تبدو هذه نقمة ونعمة في نفس الوقت حين تصبح الأجواء باردة و باريسية لكن تتحول الأرض إلى فيضانات ومستنقعات للبعوض والضفاضع

 تقطع كل الطرقات في البلاد داخل وخارج العاصمه وتحيل الوضع الى بحيرات صغيره ومسارات وروافد لنهري شاري ولوغن المتفقان على الهجوم على العاصمة في ذات الزمان والمكان .


الوضع اليوم في فصل الخريف او بالاحرا موسم الامطار هي الانعكاس الحقيقي لكمية الفساد و بارتفاع منسوب المياه نقيس من منسوب الفساد حيث لا توجد قنوات لتصريف مياه الامطار ولا ممرات مائيه معدة لأجل هذا الغرض مناسبة لكمية الأمطار المنهمرة رغم المشاريع الوهمية المتوالدة لأجل سرقة المال العام ليس أكثر ، في جمهوريه هي أشبه ما تكون حقيقة لجمهورية من ورق كجمهورية تشاد التي تقع في مؤخرة مؤشرات الفساد العالمي لتعطينا النتائج الواضحة كمية الفساد وغياب المحاسبة ، وتعطينا معلومات يمكن ترجمتها ورسائل ماجستير ودكتوراه في الجامعات العالمية والمحلية ، في حين نجد أغلب او كل رسائل طلاب جامعاتنا تتحدث عن غزو شيعي و وهابي وما الى ذلك من خرابيط متوهمه .


لقي شخص مصرعه في انهيار سور جراء موجة الأمطار بحسب صحيفة الخبر التشادية ان رجلا مسنا من حي نمبي لقي حتفه مساء يوم 15 أغسطس 2022 "صحيفة الخبر "

وبهذا الخبر نستعرض ايضا مشاهد تتحدث بصراخ مؤلم على الفساد ونتائجه الكارثية ،  وبمثل هذه الأخبار والذي بات طبيعيا اعتاد الشعب في تشاد سماعها بين الحين والآخر لتكتب الصحف بشكل روتيني عن ذلك بينما الحقيقة هي وفاه رجل ومسن و غرق بيوت المواطنين هنا وهناك 

ربما قالت بعض القنوات ونقلت عن ارتفاع اسعار المواصلات في موسم المطر ولكن المساله تتعلق بمقدرات شعب بكامله يتم سرقته من قبل كبارات الدولة  الذين يجلسون بلا خجل ولا حياء في مناصبهم الوهميه الباليه قدر هياكل ادارتهم النتنة ولا يحرك احدهم ساكنا من اجل التصرف حيال الامر لان المسؤول يتعامل مع الامر بجرأة عالية وصفاقة كبيرة بعد ان ينطر ويشاهد الاحداث في الشوارع بأم عينه بلا حياء ولا خجل  من الذي يحصل وكانه يدير ممتلكاته الخاصه هناك او ان الامر لا يعنيهم البتة .


ومن المفارقات حيث تزدحم المشاهد الحيه موسميا وبعد سنوات طويله من الفساد يطالب بحوار وطني وما الى ذلك من اجل اخماد جذوه المسلحين الغاضبه على حكمه الفاشل طيلة تلكم السنين وشوارع العاصمه منهاره من الاساس والامطار فقط تاتي لتاكيد عمق الازمه الوطنيه الحقيقيه لا غير ، الجميل أنه في شهور المطر تتحسن الاجواء وتنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ والسماء ملبدة بالغيوم علي نحو رائع باستمرار كقطعه من جنات اوروبا أوجمال ارياف اليابان ولكن عندما تقع عينك على الارض تصدمك المستنقعات والبرك والبحيرات التي تعج بانغام الضفادع و صراصير الليل لتكتشف فورا ان حلم الاجواء الجميله قد تبخر والارض في واد والسماء في وادي اخر .

 ايضا في موسم الامطار تزدهر سوق اصحاب القوارب الخشبيه الصغيره (التاله)  وتنمو بفضل البرك والمستنقعات التي تقطع اوصال العاصمه الى قطع صغيره يصعب الوصول اليها بغير تلك القوارب الصغيره ذات المجداف الواحد والعصا الواحده للدفع الى الامام ،  ولايصال المارث من منطقه الى اخرى بين احياء أنجمينا وهي بهذا الحال بشكل سنوي تستغل الموسم احسن استغلال ولسان حال اصحابها انهم الرابح الوحيد من ازمة الفيضانات و امطار الخريف . 


والمشهد الاخر الذي تجدر الاشاره اليه هي ايضا تحكي عن مصائب قوم عند قوم فوائد وهو حاله بناء جسور خشبيه من قبل احد جيران المكان المستهدف حيث لا يمكن لك الوصول الى بعض أركان الاحياء بدون المرور على هذه الجسور الخشبيه انفه الذكر والذي يفرض أتاوة على المارة جيئة وذهابا وبذلك يكون صاحب القارب والجسر الخشيبيتين اكبر المستفيدين بحق من موسم الامطار .


 هذه الظاهره تعطي فكره عن مدى استعداد الشعب التشادي للابتكار من اجل الكسب ولكن الحكومة لا حياة لمن تنادي .


 موسم المطر هو الوحيد الذي يرفع تقرير سنوي حقيقي وبأمانه منقطع النظير عن ما منسوب الفساد في البلاد ، في حين أنه نعمة كبيرة على القرى والأرياف الزراعية والحيوانات الا أنها نقمة على المدن والطرقات العامة في الدولة اي المواصلات العامة في الدولة العاصمة وخارجها حيث ان قطاع المواصلات يعاني علي الدوام في موسم المطر التي تأكل الطرقات الاسفلتية القليلة أصلا مع كل موسم مطر مخلقة حفر جديدة على الدوام و كل عام. 


اما الصراع الحقيقي بعد كل هذا السرد يتلخص ببساطة في الحرب الازليه مع اسراب البعوض الهادر في البلاد مع زخات المطر الاولى حيث تقوم الاجيال الاولى من البعوض بالاحماء بانتظار دخول موسم المطر حينها يبدأ جولات استعراض العضلات  ويبدأ النضال الذي يجب العمل عليه وتحويل مفهوم النضال لكل الجماعات المسلحه والحكومه والاحزاب السياسيه على حد سواء نحو بوصلة نضال البعوض حيث الاحصائات تقول بان ضحايا البعوض سنويا اكثر الاف المرات من ضحايا الحروب والصراعات المسلحه 

ويمكن بكل بساطه العمل من هنا على تصحيح مفهوم النضال والانتقال من البنادق والرشاشات الى السرنجات وعبوات الاختبار و فحص جرعات دم المصابين وضحايا البعوض .


 حيث يعمق البعوض سنويا ازمه البنيه التحتيه الصحيه بارسال الالاف الي العيادات والصيدليات والمستشفيات التي تقدم خدماتها على استحياء ببضع جرعات من مضادات الملاريا والتيفوئيد لان نسبه الوفيات سنويا تنقسم على عوامل كثير عموما من أبرزها مرضى الملاريا وحالات الولاده وبقدر آخر مرض الايدز .

عدم وجود المستشفيات الكافيه في البلاد تشكل صعوبه كبرى مع ميزانيات حكومية لوزاره الصحه في الاساس بالكاد تصل لكوادرها للاسف

لأن في كل قطاعات الدوله المحسوبيه والفساد الاداري يقف بالمرصاد أمام كل ميزانيه  لحقيبه وزاريه ما وهلم جرة في كافه وزارات الدوله لهذا السبب تقبع تشاد في ذيل الترتيب العالمي للفساد لدى المنظمات الدوليه وكشوفات الشفافيه العالمية ، وعلى ضوء هذه المعطيات يمكنك تخيل الاسوا عزيزي المشاهد حيث يمكنك تصور ما تبقى من المشهد بطريقتك الخاصه بعد وصولك الى هذا الحد في هذه الحلقه اشكرك على وقتك الثمين ولا تنسى عمل لايك و اشتراك في القناه ومشاركه هذه المادة على نطاق واسع وتذكر ان اكثر من نصف بيوت العاصمه التشاديه من الطين والقش فماذا يخطر ببالك حين تجتمع هذه المكونات مع غزاره المطر  وفيضانات وتجمعات الماء أترك لنا تصوراتك في خانه التعليقات .

شاهد الفيديو

تعليقات