سابقا حدثتكم عن الفساد والفقر والبطالة وخذتكم سريعا في نتائج الفساد المتاصل والذي يخدم فئة معينة من طبقات الدولة واخترنا لهم اسم الحكومة ومن لف لفهم من سياسيين وواصلين وقطط سمان تقتات علي فتات فساد الحكومة وتملي جيوبها من معاناة الناس والتاكيد ليس في صالحها انتهاء تلكم الازمات المتلاحقة في البلاد فهم يقتاتون من نتائجها اخذين بكل مرافق الدولة الي الهاوية .
وراس الحربة في هذا الاتجاه هو الاستعمار بلا ريب ولا شك في المقام الاول ، والذي فعل فعلته في جسد الدولة التشادية كل يفعل دائما في كل او اغلب المستعمرات السابقة في افريقيا وغيرها .
وبعد هذه المقدمة المختصرة لما تحدثا عنه في الحلقة السابقة ندخل بكم في استكمال صورة الدولة التشادية الحديثة بعد مرور 120سنة نصفها استعمار ونصفها استقلال بلون استعماري اخوض معكم في عنوان جديد من نتائج الفساد المصطنع الذي نحن في أحلك الوانه تحت عنوان
((((صراع المزارعين والرعاة))) يلا نبدأ
إنترو
مقتل 27شخصا في إشتباكات بين المزارعين والرعاة شرقي البلاد. وكالة الاناضول بتاريخ 2018/08/09
هذا الخبر يتكرر وتطور ويتوالد ويفرخ مشاكل قبلية بين السكان الذين ينقسمون بطبيعة الحال الي إحدى هذه الفئتين مزارعين ورعاة وللدهشة بمكان تكاثر الصدامات بينهم في السنوات الاخيرة او اخر ربع قرن من الزمن حيث بتنا نسمع بشكل شبه موسمي عن هذه الاحداث المواساوية الدامية بين السكان من هذه القبيل وعلي غرار الخبر الذي اوردناه اول الحلقة فتاريخيا من قراءة التاريخ تشاد الحافل بالصراعات السياسية والمناطقية والعرقية وبالاخص القبيلة لم اقرأ شيئا يذكر الصراع بين المزارعين والرعاة الا مؤخرا في الربع القرن الاخير يفيدنا بحقيقة تورط اطراف ظهروا في هذه الاونة ، حيث يذكون الصراع بين مكونات الشعب ومن بين تلك المكونات طبعا الزراع والرعاة .
هناك أسباب موضوعية للازمة وأخرى غير مبررة إذا أدرنا تشخيص المسالة موضوعيا فسنجد غياب هذا الاحداث في التاريخ القديم لتشاد آنذك حين حكمت الممالك القديمة قبل الاستعمار.
ومن تلك الاسباب هي سعي الرعاة الموارد والكلأ لماشيتهم وتزايد نسبة التصحر في الاونة الاخيرة بفعل التغيرات المناخية وتاكل الاراضي والمراعي الطبعية للبهائم .
في ذات الوقت تنامي الاعداد السكانية والتي بدورها تعمل علي زيادة الاراضي المخصصة للزراعة من قبل تلكم الاعداد الجديدة في التركيبة السكانية دون اي تدخل حكومي لاتخاذ اجراء قبالة تلكم التزايدات والتصحرات المتوقعة وفق الانذارت التي تطلقها الجهات الدولية المعنية لشأن التصحر وتنامي نسب السكان مع مرور السنوات فتتداخل معنا هنا الاسباب بين الاهمال الحكومي وتوقعات الانذار المبكر للازمات والكوارث الطبيعية.
فموضوعيا عنوان الصراع هو (الكلأ و المرعى)
أما من ناحية أخرى فالفساد هو العنوان الابرز وسيدة الموقف وهي خلاصة وحقيقة نهج وسلوك الحكومات المتعاقبة من نهاية الاستعمار الي يوم الناس هذا .
غياب القرارات الحكومية الحاسمة والفاعلة لاستطلاح الاراضي الزراعية واقامة الحضائر وتوطين الرعاة الرحل ، وقامة المشاريع الوهمية باسم التنمية والنهضة اتت بنتاجئ سلبية علي جميع المواطنين في الدولة .
فاصل
مسالة ترك حرية مطلقة للماشية وسن قوانين في صالح طرف دون الاخر بحسب من يدفع اكثر حيث جرت العادة تنذر بنتائج كارثية في الارض ، علي سبيل المثال في حال تم التعدي علي الماشية في مزرعة أحدهم اللوم يقع علي عاتق المزارع الذي هجم علي المواشي في مزرعته لان حياة البهايم اكثر شأن من المزروعات كالدخن والذرى واللوبيا والفول السوداني وغيرها فياحسب المزارع حسابا عسيرا علي فعلته لذلك يلجأ المزارعين الي اسلحتهم البيضاء المتوفرة من اجل حماية مزارعهم بالروح والدم فتحدث ببساطة هذه الازمات موسميا.
يجب ان تكون القوانين منصفة وعادلة وليس لمن يدفع اكثر ففي الغالب المزارعين اضعف اقتصاديا من الرعاة اصحاب البقر والابل لذلك ينحاز اليهم صناع القرار المحليين وغيرهم من اقسام الشرط والدرك وما الي ذلك من مسميات .
وفي ظل قوة الرعاة اقتصاديا شكل ذلك سلاحا فتاكا في ابادة المزاعين علي الدوام وساعدهم ايضا علي سن القوانين التي تحميهم برشوة هنا وهناك وفي هذه الفوضى الخلاقة يروح مواطين كثر ضحايا لهذه الصراعات من الطرفين ، ولا اتوقع ان تتوقف سيل الدماء في القريب اللسبب بسيط لان الفساد دائما يخلق بيئة مواتية لنشوء الصراعات واحدى هذه النتائج هي هذه الحلقة المفرغة بين الزراع والرعاة احدى اهم مكونات الشعب والذي من الممكن اذا ما استغلت بالشكل الصحيح تكون احد اكبر فرص تطور البلاد من هذه الموارد الضخمة من المواشي والاراضي الخصبة باختصرا نتصور أوكرانيا باراضية الخصبة هولاندا بمواشيها الضخمة معا في قلب افريقيا ولكن اين المفر فهذه احدى ضرايب السكوت عن المستعمر والجري في فلكه .
في ختام هذه الحلقة وبهذا المعدل الضخم من الفساد أستطيع الكلام مطولا ولن تكفينا 100 حلقة من هذا البرنامج لذلك نترك لكم للتعليق واثراءنا بآرائكم في خانة التعليقات .
في الحلقة القادمة ناخذكم في جانب آخر صراع تشاد الازلي ضد الفساد .
تعليقات
إرسال تعليق