دواخلنا أولا, إبدأ بنفسك ، التغير ينبع من الداخل ، عبارات من هذا النوع
لطالما سمعناها وهيا تتناثر على أسماعنا ليل نهار ولكن هل توقفنا عند
معانيها إلا مرات قليلة ! إذن ومن خلال الأسطر القليلة التالية أحدثكم
عن لمحات قليلة من تلك العاني .فنحن غالبا ما نلقي باللائمة على الآخرين
بغض النظر عن كون هؤلاء الآخرين سواء المجتمع أو الجيران أو حتى
الأصدقاء والزملاء في أحيان أخرى و حتى الأعداء لا يمكنني تحميلهم كل اللوم
فيما أنا واقع فيه من مشاكل إذ أن دورهم غالبا يتمحور في إضمار الشر
والحقد والكره وقليل من الأذى ليس أكثر ، وفي المقابل ننسى الطرف الأهم في هذه المعادلة
المتمثلة في أنفسنا بالضرورة .وكأمثلة على ذلك نجد الطالب يشتكي ويتهم
المواد بأنها غاية في الصعوبة بينما هوا لا يريد بذل جهد أكبر ، وكذلك
الموظف إذا طرد ينظر للمدير على أنه السبب الوحيد في عملية طرده وينسى أو
يتناسى تقصيره في أداء مهامه ، وهذا الأمر ينطبق دوما على كل مقصر تجاه
مسؤولياته حين يندب حظه وهوا لا يريد العمل بل يؤثر الكسل على الجد
والإجتهاد .نحن دائما نسعى للأفضل والأحسن وقليلين هم الذين ينجحون ليس
لأنهم خارقون بل لأن الباقين آثروا الكسل. فالكسالى
دائما يلومون المتفوقين على تفوقهم بينا لا يريدون تسليط الضوء على أنفسهم
وبذل المزيد من العمل لأجل ذلك . من هنا نستطيع أن نستشعر معاني تلك
العبارات التي ذكر ت لكم في مقدمة الحديث ، يقول المولى عز وجل (إن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) إذن لماذا نسعى لغير محيطنا الخارجي
ونغض الطرف عن المحيط الداخلي الأهم في المعادلة برمتها ؟ بإجابة على هذا
السؤال تكون الصورة واضحة لكل ذي همة وإرادة ، فلننطلق إذن نحو ذواتنا
ونراجع أنفسنا في كل أسباب مشاكلنا وفشلنا ولنعطي كل ذي حق حقه .
تعليقات
إرسال تعليق