القائمة الرئيسية

الصفحات





طارق محمد
تصرفاتنا الصغيرة نظن أنها عادة أو ربما سلوكا لن يقدم ولن يأخر ولكن الواقع يقول غير ذلك إذا نظرنا إلى معادلة إطلاق الصاروخ إن حرفناه عن مساره خمس سنتيمترات يا ترى كيف ستكون النتيجة عند إختراقه للغلاف الجوي هذا إن وصل أصلا , إذن ينحرف عن مساره إنحرافا تاما أوليست هذه نتيجة الخمس سنتيمترات ؟! كذلك الامر مع العادات والسلوكيات البسيطة التي نستهين بها وفي الواقع ستشكل جزء كبيرا من مستقبلنا ولكم أن تراجعوا أنفسكم مرة أخرى إن كنتم حريصين على الارتقاء بذواتكم ومهتمين لسلامة مستقبلكم .

يقول أحد المفكرين من السهل جدا تعلم عادات الفشل ولكن من الصعوبة بكمان أن تعيش عليها ومن الصعب جدا تعلم عادات النجاح ولكن من السهل أن تعيش عليها طول حياتك .

من الجميل أن يكون الإنسان متفائلا دوما حيال مستقبله ولكن التفاؤل وحده دون العمل لن يكون كافيا , وهنا تكمن اهمية أن تكون لديك خريطة تمضي على أساسها إلى بناء مستقبل أكثر أمنا وأجمل منظرا .

والخريطة تتمثل في رسم خطة حياة الغاية منها تحقيق كبرى أهدافك وطبعا تحتاج إلى رسم مسارات فرعية متعددة الصغيرة الامد والمتوسطة الامد التي تدعم الخطة الطويلة الامد لأهدافك الكبيرة.

ويجدر بي تسليط الضوء على طريقة على الاقل تساعدكم في التخطيط , بداية الامر وبعد الاستعانة  بالله لابد من تذكر كل حالات الفشل في الماضي لتعلم الدروس منها , ثانيا تحديد المنجزات التي حققتها لتستفيد منها وتكون دافعا للعمل ولمزيد من البذل والعطاء , ثالثا تحدد ماهيا نقاط قوتك لتساعد نفسك في الاستمتاع بحياتك أكثر وتحدد نقاط ضعفك التي من شأنها إعاقة مسيرك نحو هدفك في محاولة للتخلص منها , رابعا تحدد هدفك وتجعله نصب عينك (رؤية واضحة) .

هناك شروط أيضا للهدف : 1- أن يكون الهدف واضحا وقابلا للتحقيق .                    
                              2- ان تضع خطة مرنة لهذا الهدف لا أن تكون خطة صلبة تكسر عند اول عقبة ولا أن تكون رخوة لا ترقى لمستوى الهدف .

أجرت إحدى الجامعات الغربية بحثا دامت لعشرين عاما على اهمية أن يضع الإنسان خطة لحياته والعمل وفق تلك الخطة ,
بداية الدراسة عندما القى أحد الدكاترة في تلك الجامعة محاضرة أمام الطلاب البالغ عددهم المئات عن اهمية التخطيط وبعد نهاية المحاضرة  طرح على التلاميذ سؤالا من منكم خطط لحياته , في البداية رفع جل التلاميذ أيديهم ولكن الدكتور نوه على أن تكون الخطة مكتوبة على ورق  عندها إختلفت المعادلة لأن كلهم انزلوا أيديهم إلا ثلاثة طلاب فقط , ثم أخذ الدكتور هؤلاء الثلاثة  وتحدث مع كل واحد منهم عن ما خطط له وأخذ عناوينهم لكي يتمكن من الوصول إليهم والتحقق من حالهم فيما بعد .
وبعد عشرين عاما أخذ الدكتور في البحث عنهم وتتبع آثارهم حتى وصل إليهم عندها أتم لنا هذه الدراسة كالآتي : وجد أن هؤلاء الثلاثة قد حققوا نجاحا كبيرا كل حسب تخطيطه ومجال تخصصه .
وأثبتت الدراسة أيضا أن هؤلاء الثلاثة حققوا من الثراء المالي ما يوازي مجموع ثروة عامة الطلاب الذين تخرجوا معا من تلك الجامعة .

خلاصة القول , حبر افكارك وغير من عاداتك السيئة الصغيرة منها والكبيرة على حد سواء كما أن فشلك في التخطيط يؤدي إلى تخطيطك للفشل.

تعليقات