طارق محمد
أذكر لكم معادلة قبل الدخول في الموضوع لكي أحفز أدمغتكم وأستثير عقولكم , إليكم المعادلة وأنا في طريقي من المنزل إلى البقالة رأيت سيارة على جانب الطريق أخذت قطعة حديدية وهشمت بها زجاج تلك السيارة على مرءى ومسمع صاحبها ولم يحرك ساكنا ربما لأمر في نفسه لست أعلم ولكنه اكتفى بالمشاهدة. من المتهم هنا ؟ أنا أم صاحب السيارة أم السيارة ؟!
هذه المعادلة ولكم التفكير في الإجابة ولكن قبل التفكير في الإجابات دعونا ندخل في موضوعنا مباشرة , عندما ينحرف الأبناء عن الأخلاق السليمة وينحازون لطريق الشيطان ويسلكون درب العقوق والعصيان اجتماعيا أو أخلاقيا ويخرج منهم الحرامي والسكير و و و إلخ وهذا الكلام عام لكلا الجنسين .
علما بوجود الأب ولكن كل شغله الشاغل جمع أكبر قدر من المال والمتاع وغيرها من الكماليات , والام تغدو وتروح بين الأسواق والحفلات وأماكن الموضة والأزياء لا هم لها تجاه الأبناء سوى تحضير الطعام والشراب إن لم تكن الخادمة قد قامت بذلك نيابة عنها .
والمجتمع متمثلة في الجيران والأهالي من جهة والحكومة بمؤسساتها المسؤولة لاحتضان الأبناء من جهة اخرى مشغولين بالدرجة الأولى بمشروعاتهم الهامة والتافهة عن القيام بالاهتمام باللبنات الأساسية للمجتمع وكنزها ووقود مستقبلها ثم يأتون ويتهمون الأبناء ويوجهون لهم كل أصابع الاتهام .
وصلنا إلى النقطة التي تنتظرونها من بداية هذا الموضوع (من المتهم؟) إلى من تشير أصابع الاتهام بعد أن قرأنا صورة ونموذجا من نماذج كثيرة تكون أحيانا أبشع من هذه الصورة في بعض المجتمعات . مرة أخرى نعود إلى توزيع أصابع الاتهام إلى كل متهم بالأصبع الذي يناسبه , وأمامنا ثلاث أو أربع متهمين , المتهم الأول هوا المجتمع والثاني الام والثالث الأبناء والرابع الأب بكل تأكيد.
وأنا من رأيي أن الأب هوا المتهم الاكبر لماذا؟ لأنه لم يحسن اختيار الزوجة وإن أفلت من هذه النقطة فلن يفلت من الثانية وهي أنه لم يمارس واجب التوجيه والإرشاد (التربية والتعليم) لا أعني بذلك المدرسة وإنما خارج أسوار المدرسة , لماذا يشغل نفسه في جمع المال بل لأجل من يجمع المال والمتاع؟ هذا فيما يخص الاب .
أما بالدرجة الثانية تكون الام هي المتهمة لاشتراكها مع الأب في عدم التربية والمشكلة الثانية بالنسبة للأم كونها صاحبة التأثير الأكبر على الأبناء منذ بداية حياتهم إلى حين يكبرون وهيا بحرمانهم من العطف والحنان تكون قد تسببت في تطاير الشرارات الاولى للانحراف .
أما بالدرجة الثالثة فكل الدلائل تشير إلى المجتمع الذي بات يفكر بمادية اكثر من ذي قبل وأستولى على تفكيرها أسواق المال والبورصة ورفع الأسعار وأهملت بعض المسؤوليات المتعلقة في تربية الاجيال القادمة.
أما آخر المتهمين الأبناء أترك لكم التعليق ولكن أود طرح سؤال في نهاية هذا الموضوع هل هناك متهم آخر يمكن ضمه لقائمة المتهمين.؟
تعليقات
إرسال تعليق