قلم - طارق محمد
في حالة الحرب تختفي العداوات الداخلية وتنطلق جميع القوى المتخاصمة في داخل القطر الواحد تجاه الإتحاد والتعاون وتعمل للتضامن جميعها من أجل صد العدو وردع الغزاة الغاصبين هذه الصورة الطبيعية لحالة الحرب تظهر على المجتمعات كافة في أي زمان أو مكان ولا نتخيل نصرا بعكس هذه الحالة لأي مجتمع .
من هنا يمكن ملاحظة الأوضاع المختلفة التي يمكن أن تمر بأي مجتمع وتحت أي ظرف كان فمثلا حالة الغربة تترك آثارها على الأقليات تتجلى واضحة في تنامي التآزر والتعاضد بين الأفراد والتعاون على نوائب الحياة.
من هنا كما عنونت مقالتي فإن الغربة تحديدا هيا التي تخيم علينا نحن كأقلية تعيش داخل مجتمع وللأسف العكس هو الملحوظ فأفراد الجالية التشادية أو دعوني أقول الأقلية التشادية لا تبدو عليها تأثيرات الغربة إلا نزرا يسيرا من الأفراد وهم في الغالب كبار السن والجيل الأول أما مادون ذلك فثمت نفسيات مختلفة تماما عن النفسية المفترضة لنفسية الغربة فهناك أغلبية ساحقة تشعر وكأنها لا تريد أن تعترف بهذه الغربة التي لا تزال تخنق جميع الأقليات التي تعيش هنا في السعودية والجالية التشادية ليست إستثناء ولكن لعل أبرز المستنكرين والمقاومين لهذه الحالة هم الشباب بطبيعة الحال لأن الشباب كتلة من المشاعر والحنين لأرض لم يبرحوا عنها لذلك نرى المقاومة والإستنكار برأيي أنه لابد من التنويه لهذه المفاهيم الغائبة لدا معظم ابشباب.
وقبل أن نحكم على شاب بعينه نحن لابد أن نعي جيدا أنهم ضحايا أوضاع قاسية فتشاد لاتزال قابعة في الفساد والتخلف في ظل إدارة فاشلة لا تعرف من شؤون الإدارة سوى الحديد والنار ولا يجب أن نستمر في خداع أنفسنا بنهضة أو تمنية ليست إلا حبرا على ورق لأنه ليس من المعقول أن نتاج عشرون عاما من الحكم هوا عدة شوارع هنا وهناك وأيضا ليس ثمت بنة تحتية ولذلك التغيير يجب أن يكون جذريا وحقيقيا وعلى الإدارة الحالية أن تعمل وإلا فلترحل و إلقاء التهم على المواطنين وعدم رجعوهم للوطن يكون نوع من السفسطة والإستخفاف بهم فالمواطنين ضحايا لسياسات فاشلة وكل الحالات التي يمكن مشاهدتها منهم لاتعدوا كونها تنفيسا عن أنفسهم ومهربا من الواقع المر .
شخصيا أتوقع أن مقاومة الغربة ستستمر إلى إشعار آخر .
تعليقات
إرسال تعليق