طارق محمد
عامل مهم مهم من أبرز العوامل المهملة في شتى بقاع العالم الإسلامي والعالم الثالث عموما إبتداء بالقارة الآسيوية إلى القارة الأفريقية وصولا إلى جنوب أمريكا حيث تشاغل معظم زعماء الدول التي ذكرنا آنفا عن هذا العامل الحساس جدا لقيام الكيانات العصرية هذا العمل يتمثل في (الإدارة) الفعالة التي تحكم تسير جميع مؤسسات الدولة.
أنا هنا لا أتحدث عن الإدارة التي تتبادر إلى الأذهان البعض حيث يحصر بعضهم الإدارة في الأعمال الروتنينة والشركات وما إلى ذلك ﻻﻻ أنا لا ٱقصد هذا وإنما أتحدث هنا عن نطاق أوسع من ذلك بكثير.
حيث يلوح ويتبادر إلى ذهني أنها العامل الجوهري فيما وصلت إليه دول الغرب اليوم حين أولوا جانب الإدارة الجهد الأكبر لإنشاء كياناتهم وتنمية أوطانهم وبناء مؤسسات الدولة بجميع مظاهرها الماثلة أمامنا اليوم والواضح في فعالية نظم الحكم المتشكل لديهم يعود ذلك ليست فقط للإدارة الفعالة بل والحكيمة في أيضا في تسيير شؤون البلاد.
فكما يبدو من الحالة المزرية التي نعيشها فإنه ليس ثمت في واقع دولنا الإدارة التي يمكن أن نطلق عليها فعالة ناهيك عن أن تكون رشيدة إلا القليل في ظل التأخر الذي نعيش فيه وتذيلنا لركب الحضارة وتقاعسنا عن المساهمة الحقيقية في الإثرا. الثقافي كجماعات ودول بإستثناء أفراد يعملون هنا وهناك .
وفي إستعراضي لقوائم الدول المغرقة في الفساد لاحظت أن هناك تنافس محموم على الصدارة بالنسبة لدولنا للأسف فعامل مثل الفساد من أكبر العوامل المضادة تماما للإدارة الفعالة بل تجعل من إدارة أي شأن وبال على من تحت هؤلاء القادة كما أن الفساد بجميع أنواعه من أكبر القضايا المعيقة للتنمية فلو لاحظنا هذا العنصر الخبيث المسمى بالفساد في أوطاننا لوجدناه القاسم المشترك الأكبر بين كل بقعة وأخرى من بقاع وطننا الكبير متفاوتة دولة عن الآخرى لكن أينما توجهنا بوجوهنا نجد الآثار واحدة تخلف بطالة فقر صراعات دائمة إلخ...) إذن دعونا نأخذ نموذجا يمثل ماسبق ولنأخذ (تشاد) نموذجا :
في تشاد حيث الأراضي الخصبة والموارد الزراعية والحيوانية الضخمة فأنه ليس هناك أي فاعلية ولا قدرة على تأمين الأمن الغذائي للسكان القليلين نسبيا مع المساحات الشاسعة التي كان من الأفضل أن تزرع بتلك الحبوب الأساسية لغذاء الناس إلا أننا نراها مزروعة بتلك المحاصيل التي لا تتناسب وما يحتاجه الشعب من الغذاء وإنما تجتاح مزارع القطن كثير من المساحات إلا القليل لبعض المحاصيل الثانوية هذا في أحسن الأحوال وإلا فماذا نفهم من المجاعات تجتاح البلاد بصورة مزمنة بين الفينة والأخرى هذا من جانب الأمن الغذائي الذي يعد ضرورة وأساسا في كل المجتمعات المتقدمة.
ومن جانب أخر حيث سلسلة الآثار الكارثية للفساد تتلاحق وتأتي على جميع أركان البلاد إبتداء من الوزارات فالمؤسسات والقطاع الخاص وصلا إلى البنى التحتية وكل مرافق الدولة ولا ننسى أن ننوه على أن ثروة التعدين كالنفط ومشتقاتها تهدر في تأمين المنصب من المحاولات الإنقلابية بذريعة الحفاظ على أمن الدولة وتصرف في أمور كثيرة لا تخطر على بال لأنه بكل بساطة أقولها لا يوجد برلمان ممثل من الشعب يحاسب ويضع نصب عينه مصلحة المواطن وإنما توجد مؤسسات صورية هشة مع اول هبة ريح تتكشف عوراتها.
إنها ضرورة ملحة أنت تكون هناك إدارة فعالة تشعر بالمسؤلية تجاه شعبها ومواطنيها لا أن تكون عراب الفساد في البلاد والذي يدفع الثمن في الأول والأخير الشعب بلا جدال .
هذا نموذج واحد لدولة لا تعير إهتماما لفاعلية إدارتها وأرجو أن أكون قد أوصلت صورة واضحة عن مدى أهمية أن تكون الإدارة فعالة حكيمة تضع نصب عينها مصلحة مواطنيها ورعاياها في كل أقطار العالم . إنتظروني في الجزء الثاني من هذه المقالة وأي دولة ستكون النموذج المثالي للإدارة الفعال وكيف ستكون نتائج فاعلية الإدارة كل ذلك في الجزء الثاني من هذه المقال. فإنتظرونا قريبا .
تعليقات
إرسال تعليق