القائمة الرئيسية

الصفحات

اكبر غاياتنا في الحياه تربيه الابناء

طارق محمد

نسعى سعيا دؤوبا يوما بعد آخر خلف المال وجمع الرزق وتحصيله فمن هذا الذي يعمل بلا مقابل.
دائما نفكر في عملية ما تمكننا من حصد أكبر قدر ممكن ومن. من ينجح فعلا في تخطيطه وجمعه وللأسف آخرون جعلو المال غاية وليست وسيلة وفي المقابل هناك من لم تتكلل جهوده بالنجاح رغم كل الكفاح المتواصل ينتهي في آخر المطاف بألف أو ألفين. 
لنبتعد قليلا عن هذا النمط بين ناجح وفاشل ولننظر حولنا جيدا سنجد أن هناك رأس مال حقيقي ومورد عذب ثري وحيوي مهمل تماما في غالب الوقت لدى كثيرين إن جاز التعبير فمع أهمية وضرورة العمل والمال من أجل أن ننعم بالحياة الكريمة وكف أنفسنا عن سوء المسألة إلا أن هناك منابع سعادة قابعة في بيوتنا هم أطفالنا وفلذات أكبادنا الذين حرمهم إهتمامنا بالمال من حقوقهم علينا.
دعونا لانذهب بعيدا حيث لنا في آبائنا نماذح حية ماثلة أمامنا وموضوع تربيتهم الغائب في الجالية التشادية إذا سمحنا لأنفسنا المتشائمة أن تعبر.
أينما كنا فإننا نجد الواحد منهم يتزوج النساء قدر طاقته وينجب جيلا كاملا ولا يولي رعاية وتربيتهم أدنى إهتمام حيث تتلقفهم الشوارع بالضياع والسحون بالقضبان على الأقل لشريحة كبيرة منهم.
هنا ليست موضوعنا مشروعية التعدد ولا حتى إنجاب الأطفال فذاك موضوع وشأن آخر تماما عن ما أريد. ولكن عدم التربية وإهمال النشئ الصغير هو ما دفعني لكتابة هذه السطور ولنا في تجارب الأولين عبرة حيث أننا إن نظرنا لواقع كثير من هؤلاء الرجال لوجدنا دافع إشباع الرغبة والتباهي بالأزواح وكثرة الأبناء وراء هكذا نوع من التصرفات.
وكذلك عندما تتوفر بعض المصروفات لواحد منهم يتجه تلقاءيا نحو الزواح بأخرى إن كان لم يكمل نصاب الزوحات بعيدا عن إهتمامه بمستقبل مالديه من أبناء هذا من جانب.
ومن جانب آخر هناك سلسلة ضياع أخرى ترتكز وتتجلى في المجتمع التشادي كذلك فبطبيعة أي مجتمع ذكوري حيث لا يولي للمرأة ذلك القدر من التكريم وصون وحفظ حقها فتجدها الأم الرؤوم والمربية الفاضلة وجالبة الرزق الأوحد والمعلمة المقتدرت وهو في ديوانيته يمد رجليه ويتحدث بملء فيه عن إنجازاته وبطولاته الفذة المنقطعة النظير وما إلى ذلك من أمور.
هذا المشهد القائم لابد أن ينتهي على الأقل في الجيل القادم وإلا فما فائدة التعلم الذي يتمتع به عن السابقين.
هذه لمحات من واقعنا ولا أقول أننا في حالة سيئة حدا ولكن الخير دائم. موجود فينا ونأمل أن تتكرس لدى الشباب من أبناءنا مفاهيم تفي بالضرورة لإنهاء هذا التخلف في التربية ولا يسعني إلا أن أشدد على حقوق القصر سواء في تربيتهم وتعليمهم وتوجيههم هذا ما نعمل من أجله فهم الغاية لا المال.

تعليقات