طارق محمد
من حياة مغترب في آراضي طاهرة حيث أطلق أولى صيحاته وتناول الثرا بأقدامه حيث زهو الطفولة الغامرة التي لم تعرف للبؤس طعم وحين لا وجود لغدرات الأيام أكتب سطور من الذكريات خاطت أستارها الأولى رحلة الآباء مع تلاطم نير الحروب الأهلية هناك في شتى بلدان أفريقيا التي كانت هذه ديدنها في القرن المنصرم وفي بعضها لا تزال المدافع والبندقيات تهيمن على الشوارع والطرقات عندها غادر الجيل الأول نزوحا من تلك الأوضاع المأساوية إلى أن حطوا رحالهم في الأراضي الطاهرة التي بدورها إحتضنتهم كما إحتضنت آخرون من أعراق مختلفة تجمعهم كلمة الإسلام تحت سماء طاهرة وقرب حرم الله الشريف عند بعضهم كانت مجرد نزوح والبعض الآخر أكثر من ذلك بكثير حيث ألفة المكان وأنس الإيمان تحنو على أولائك الذين لم تقوى نفوسهم على مقاومة أشجانه ورسموا على ضوء القرآن والنور أجمل حكاويه ولما تطاول الزمن وعبثا يحاولون فمن الله عليهم بالسكن والأنس بجواره يغدون ويروحون حجاجا ومعتمرين .
فتنامت تلكم الأسر بين مدنه وأحياءه وترعرع الصغار في ظل هذه الأجواء العامرة بالإيمان والقرآن ودون سابق إنذار يدرك الصغار الذن كبروا ولم تكبر معهم أحلامهم بل ظلت في الماضي نوعا من الذكريات عند صدمة الرحيل إلى بلد نسوا أنهم ينحدرون منه إبتداء أو تناسى الآباء تذكيرهم بذلك ولم تتم النقلة الكبرى بالهجرة المعاكسة إلى الديار حيث كان يفترض وأنا أجزم أن هنا أن تلك الحكومات الجائرة تسببت بقدر كبير من هذه الأزمة المتطاولة التي لم تشجع أبناءها على العودة كما يفعل شعوب كثيرة حول العالم حيث تستنهض الحمومات همم رعاياها للعودة وكما هم الفلسطينيون بتمسكهم بحق العودة فالحكومات لا تدوم وإنما تتغيير والمواطنون هم الدائمون إلا أن المعادلات دائما معكوسة في الدكتتوريات.
ومن عبق الذكرىات التي ستظل حين الرحيل! أحداث الحاضر هي الأخرى بدأت ترسم السطور العريضة لحلم العودة ففي مجتمع أخذ الأمر فيه بالتدهور والتراجع إلى الوراء أو على الأقل يحرم المغتربين والمواليد على وجه الخصوص من حقوق أساسية هي من أبسط حقوق الإنسان كالتعليم والصحة والعمل أتى هذا الوضع الراهن بالمآسي لشباب في عمر الزهور لايجودن مايفعلون حياله يعيشون بصمت في هذا الهامش المفروض تعسفا والمضروب قسرا على عاتق الوافد والمولود بين هذه الذكريات وأنين الحاضر تكمن عبرات وقصص تستحق أن تروى ومن هنا أقول لهؤلاء لا تيأسوا وشدوا سواعدكم وبادروا بالعلم والعمل وأبعثوا ما بقي في جنبات نفوسكم من بقايا إنسان ولو آثرت الرحيل من هذه المقبرة الجماعية للمواهب ففعل أو إن شئت عش إذن نصف إنسان.
تعليقات
إرسال تعليق